الدينية والتربوية والصحية.
(هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (١).
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (٢).
وقد أقر علماء الطب والنفس والارشاد بفضل القرآن الكريم وأنه من أحسن الوسائل التثقيفية والإرشادية وأنجحها للأسباب التالية : ـ
١ ـ إنّ كتاب الله الكريم هو النور الالهي ، والهدى الرباني ، والقانون السماوي ، والمعجزة الكبرى ، والحجة الدامغة ، والحكمة البالغة ، والموعظة الحسنة ، والرحمة المهداة ، والنعمة المسداة.
وإنّه الكتاب الجامع لأسمى المبادئ وأقوم المناهج وخير النظم ، والحافل بكل ما يحتاج إليه البشر ، فهو يشرح للناس العقيدة الحقة ، ويبين ما لله من صفات الكمال ، ونعوت الجلال ، ومظاهر عظمته ، وأدلة قدسه ، وشمول علمه ، ونفوذ قدرته ، وتفرده بالخلق والابداع.
ويعرض الطبيعة أمام العقل والفكر والنظر ، ليهتدي الانسان بالتأمل فيها إلى الله ، خالق الكون ومبدعه.
وإذا كان العقل والقلب هما الوسيلتان للمعرفة بالمصدر الذي صدر عنه الكون ، فهما كذلك الوسيلتان لمعرفة المصير الذي ينتهي إليه الانسان ، وأنه لم يخلق عبثا ، ولن يترك سدى. وكل ما يجري في الطبيعة ، بل مراحل تطور الانسان في الخلق ، يهدي إلى هذه الحقيقة.
وكما يوضح كتاب الله العقيدة ويبسطها بهذه السهولة وبهذا المنطق الذي تأبى العقول إلّا أن تخضع له وتنزل على حكمه ، فهو يرسم للناس طريق العبادة : من
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٣٨.
(٢) سورة النحل : الآية ٨٩.