ج ـ وكملاعبة ، جذابة للرجل» (١).
ولذلك ابتدأت معايير السلوك الأخلاقي تتغير ، فالمرأة العاملة إذا أتاح لها الاستقلال الاقتصادي حرية وانطلاقا أوسع ، فلا غضاضة عليها إطلاقا من الناحية الأخلاقية ـ تبعا لمنطق الإستقلال ـ أن تسلك مع الرجل في المعاشرة الجنسية مسلكا يخالف ما جرى عليه العرف الأخلاقي في المجتمعات ، وهو الذي قام على عقد الزواج وحده.
حتى أنّ إحدى محاكم (كوبنهاكن) بالدانمارك أصدرت قرارا .. يعتبر أول قرار من نوعه في العالم ، يرفض قبول الخيانة الزوجية كسبب من أسباب الطلاق (٢).
لأن وضع المجتمع الصناعي أتى بفرصة العمل للمرأة ، ومكنها استقلالها إقتصاديا في الانفاق على حياتها الخاصة ، فلم يعد هناك مكان فسيح للارتباط بعقد الزوجية في السلوك الجنسي ، وفي شرعية العلاقة بين الرجل والمرأة!.
أما الحياة العامة في المجتمع الغربي فيقول عنها (بول بيرو) العالم الاجتماعي الفرنسي المعروف :
«إنّ من أراد من الباحثين أن يطالع حياتنا المدنية من خلال هذه النماذج للحياة التي لا يزال يعرضها كتاب مسرحياتنا منذ ثلاثين أو أربعين عاما ، فلا جرم أنه يستنتج أنّ جميع الأزواج المتزوجة في مجتمعنا قوم خونة متجردون من الوفاء اللازم للعشرة الزوجية ، فيكون كل زوج إما بليدا غافلا أو يكون لزوجته بلاءا ونكبة ، وأما الزوجة فأحسن خصالها أن تكون في كل حين متبرمة من زوجها وتكاد تميل بهواه عنه إلى غيره» (٣).
فالمرأة التي عملت في تلك المجتمعات في غير مجالها الحقيقي .. قد اضطرت
__________________
(١). Dieneue lllust Rierteفي عددها الرابع والأربعين ص ٣٨ في أول سبتمبر سنة ١٩٦٤ م
(٢) جريدة الأهرام القاهرية عدد ٢٨٤٦٤ ص ٢ ملحق في ١٥ / ١١ / ١٩٦٤ م.
(٣) مجلة (الصحوة الإسلامية) العدد الثاني ـ ذي القعدة ـ ١٤٠٥ ه مقال بعنوان (الغرب وشعارات حرية المرأة).