لغيابها عن البيت إلى تسليم أطفالها إذا كان لها أطفال إلى دور الحضانة ، والمربيات .. وليس في هذه الأماكن مسحة من حنان أو عطف من امومة ، يعوض نظرات الام وحنانها ، وضمها لصغيرها في ساعة يقظة منه .. ومن هنا انعكست آثار تلك الأعمال على الأجيال التي تسلمت زمام المجتمع ، وتحكمت في مصيره ..
«أما في عصرنا الحالي حيث قطعت البشرية أشواطا بعيدة من التقدم المادي ، وتفتحت أمامها أبواب علمية جديدة ، واستطاع الأنسان أن يهتدي إلى طرق وخبايا لم تكن تدور في ذهن الأسلاف ، فإنّ المرأة في ظل المجتمعات الغربية لم تكن بأحسن من حال اختها في الأزمان الدارسة. فراح ينظر إليها على أنها (انثى) فقط وليس كونها إنسانة يجب أن يكون لها الموقع الحقيقي ، وأن تحظى بإحترام وتقدير المجتمع ، وأن تصان عفتها وشرفها ، وأن تنال من التربية والأخلاق ما يتناسب مع رسالتها في إعداد الأجيال النقية الصالحة ..
صحيح أنه قد رفعت شعارات (حرية المرأة) وطالب بهذه الحرية كثير ممن تأثروا بالغرب في ديار المسلمين ، ولكن ما ذا تعني حرية المرأة في نظر هؤلاء؟ إنها الإباحية والمجون والانتهاك. فحرية المرأة هي أن تتحول إلى جنس يتحرك على مسرح المجتمع ليشبع غرائز التائهين والمتعطشين ، وأن تتحول إلى وسيلة لهو عابث ، وإلى أسلوب دعائي خليع على صفحات المجلات التافهة ومداخل الشوارع وواجهات المحلات .. ونتيجة لذلك كله فقد انحدرت المرأة إلى أودية التيه وسقطت في حفر الضياع. وغرقت في مستنقعات الامتهان والفساد وأضحت لعبة مسلية لهذا وذاك خالية من الأحاسيس والمشاعر.
لهذا نلاحظ أنّ المجتمعات الغربية بصورة خاصة راحت تعاني من انهيار كيان الاسرة ، وكثرة الأطفال غير الشرعيين ، وزيادة حالات الطلاق ، وشيوع الأمراض الناتجة عن الشذوذ الجنسي ، وحالات قتل الزوج للزوجة وبالعكس .. ومشاكل اخرى كثيرة خلقها الواقع الاجتماعي الذي لم يحترم المرأة ، والذي لم ينظر