إليها بمنظار يتناسب والفطرة التي فطرها الله عليها ..
ولو ضربت أمثلة من واقع المجتمع الغربي نفسه لأدركت رغبة العقلاء منهم بأن تعود المرأة إلى فطرتها التي فطرها الله عليها .. دون أن تختلط بالرجال في المجتمع وتزاحمهم في أعمال إنتاجها فيه ضعيف حسب الاحصائيات .. وتحملها قليل ، لأن تكوينها الطبيعي والجسماني يختلف قوة واحتمالا عن وضع الرجل ..
إنّ مسألة المرأة لا يحلها خلع عذار وإطراح برقع وإزار. وإنما هي مسألة تحتاج لنظر طويل وبحث دقيق وجدال تتحطم فيه الأقلام وتجأر منه المحابر» (١).
فعن كتاب (تاريخ الفحشاء) للكاتب الأنجليزي (جورج رائيلي اسكات) : «ولا تزال تكثر النساء اللاتي يزاولن العلاقات الجنسية قبل الزواج من غير ما تحرج ، وفي حكم النادر والشاذ وجود الأبكار اللاتي يكن في الحقيقة أبكارا عند ما يعقدون النكاح عقد الوفاء الأبدي أمام منبر الكنيسة».
ويذكر الكاتب الأسباب التي أفضت بأحوال المجتمع إلى هذا الحد ، فيعد من هذه الأسباب الولوع الفاحش بالتبرج الذي قد بعث في نفس كل فتاة أشد الحرص على الأزياء الفاتنة من أحدث الطرز ، ثم حرية النساء المطلقة ، فقد بلغ من ضعف رعاية الآباء ورقابتهم لبناتهم أن قد تهيأ لهن من الحرية والانطلاق ما لم يكن ميسورا حتى للأبناء قبل ثلاثين أو أربعين عاما ، ثم تهافت النساء على الأشغال التجارية ووظائف المكاتب والحرف المختلفة حيث يختلطن بالرجال صباح مساء.
ويقول بعد ذلك : «وقد حط ذلك من المستوى الخلقي في الرجال والنساء ، وقلل جدا من قوة المدافعة في النساء لاعتداءات الرجال على عفتهن ، ثم أطلق العلاقة الشهوانية بين الجنسين من كل القيود الخلقية. فالآن أصبحت الفتيات لا يخطر ببالهن الزواج أو الحياة العفيفة الكريمة ، حتى صار اللهو والمجون الذي كان يطلبه في الزمان الغابر أوغاد الناس تطلبه كل فتاة اليوم».
__________________
(١) المرأة بين المادية والإسلام : للسيد طالب الخرسان ص ٦٦ ـ ٦٧.