بالنسبة إليه ، حيث يقع على عاتقها عمل مهم وخطير يؤدي بالنتيجة إلى تقوية العلاقة بينهما ، جراء الاحساسات الروحية.
٣ ـ دلت الدراسات على أنّ مسك الرضيع ولمسه بعطف وحنان ، وتبادل النظرات الودية أثناء عملية الرضاعة ، يعتبر ذا أهمية كبرى من الناحية النفسية ، لأنه ينمي العلاقات الروحية بينهما ويوثقها ، بينما تنعدم تلك المشاعر والاحساسات عند الام التي لا ترضع وليدها.
٤ ـ يشعر الطفل بالارتياح والانبساط عند ما تحتضنه الام أثناء عملية الرضاعة ، وتقوم بلمس أطراف وجهه ، ثم خده الأيمن أو الأيسر تبعا لموقعه في حضن الام ، عندها يلتفت الرضيع نحو صدر امه ، ويجعل فمه مقاربا لحلمة ثديها ، فيبدأ أولا بلعقها ثم مصها ليبدأ الرضاعة بفعالية ونشاط.
وهذه الحركات الودية (الفيزيولوجية والنفسية) تعتبر من العوامل المهمة في إفراز هرمون (Prolactin) الذي يساعد في تكوين الحليب وإفرازه.
٥ ـ ردود الفعل على (البكاء) أغلبها سلبي عند عموم البشر إلّا في حالات الرضاعة ، حيث يكون إيجابيا من قبل الام التي تبذل كل شيء وهي تحاول إسكات رضيعها ، فتقوم بمختلف الحركات والأصوات التي يتخللها العطف والمحبة كي تهدئه ليعود من جديد لارتشاف حليبها. وحينئذ تشعر بالرضى والراحة وهي تؤدي أسمى المواقف الانسانية وأروعها (١).
جاء في كتاب (توحيد المفضل) الذي أملاه الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) على المفضل بن عمر الجعفي ما يلي : «اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة ، واعلم أنّ في أدمغة الأطفال رطوبة ، إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة وعللا عظيمة ، من ذهاب البصر وغيره ، والبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم ، أفليس قد جاز
__________________
(١). Nelson text book of pediatrics