الجسد ويستند إلى ما لا يتغير.
وهذه العناصر الثلاثة هي التي تشكل السعادة الكاملة ، لأن الإنسان روح وجسد ولكل منهما متطلبات ، ثم إذا كانت متطلباتهما غير مستندة إلى قوة أزلية لا تتغير ، كانت محلا للتغير مما يسلب الثقة ، وسلب الثقة ينتهي إلى الشقاء» (١).
واستنادا لما تقدّم ذكره ، فإنّ القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يعطي الانسان ما يريد ، ويجعل حياته مليئة بالسعادة والاستقرار ، حيث لا عقد نفسية فيها ولا كآبة ، حياة خالية من المشاكل والعوارض والآلام التي تغير وتدّمر حياة البشر وتجعله تعسا يائسا.
والآية الكريمة تعطي أفضل جواب كامل حول هذه النقطة حيث يقول الله : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً).
والقرآن يشير بوضوح وصراحة ثابتة إلى أنه ليس بمقدور أحد أن يعيش حياة طيبة حتى يكون مؤمنا بكل ما جاء به ، لأنّ القرآن شفاء لروح الإنسان وعقله وقلبه. شفاء لجسم الإنسان وأمراضه ، بلسم لكل الجروح التي تصيب الإنسان خلال حياته الدنيوية التي يعيشها منذ اليوم الأول لولادته حتى ساعة فراقه الدنيا. (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً).
وإني في هذا الكتاب الذي سميته (القرآن والطب الحديث) ألتمس من الباري عزوجل أن يوفقني لخدمة الإسلام والمسلمين من خلال إبداء وجهة نظري ـ كطبيب ـ من خلال التدبر في بعض الآيات التي وردت في القرآن ، ولها مفهوم أو معنى أو مراد صحي من الوجه العام أو الخاص ، خصوصا وأنّ تلك الآيات هي مفاتيح إلهية لبعض العلوم الطبية الحالية بأوجهها المختلفة النفسية منها والجسدية.
وقد أقدمت على هذه الخطوة المباركة بعد أن قرأت قول الله عزّ وعلا : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).
__________________
(١) تفسير (تقريب القرآن إلى الأذهان) ص ٢٧.