«كثرة الطعام تميت القلب كما يميت كثرة الماء الزرع».
«بطن المرء عدوه» (١).
هذه بعض من الآيات والأحاديث التي تمثل آراء بعض مدارس الطب الحديثة ، إضافة إلى تراث طب الرسول (صلىاللهعليهوآله) ، وطب الإمام الصادق (عليهالسلام) ، وطب الإمام الرضا (عليهالسلام) ، وطب الصحيفة السجادية (عليهالسلام). ولكن عدم وجود الدارسين والباحثين المسلمين الملتزمين جعل اكتشاف ونشر هذه العلوم يعزى إلى تلك المدارس الطبية ، بينما الحقيقة أنّ الإسلام والقرآن كانا السبّاقين لتلك الآراء والمدارس الطبية.
ولو تمعنّا في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، لرأيناها تشمل مختلف العلوم الطبية الحديثة ، من : علم النفس الطبي ، إلى الوقاية الصحية ، إلى الإرشاد الصحي ، إلى البيئة الصحية ، إلى كيفية خلاص المجتمع من الآفات والأمراض الجنسية ، التي هي من أخطر المشاكل في الحياة الإنسانية ، خصوصا في عصرنا الحاضر ، وخطورتها لا تقاس بأي خطر مهما عظم إذا ما استثنينا خطر الإلحاد والكفر بالكتاب والسنة والعترة.
وساحاول أن اركز خلال البحث في بعض آيات القرآن الكريم على الجانب الصحي فقط ، ليكون الكتاب مختصرا. وهو بالطبع أكثر قراءة ومتناولا ، ولقلة نفقاته يصل إلى أيد أكثر ، وبذا يحقق الغرض ، وتحصل الفائدة ، بينما لا يقرأ الكتاب الموسع إلّا المختص وصاحب الثقافة الواسعة. ولكن لا بدّ من إضافة ما نقص وتوضيح ما غمض بشكل لا يخرج الكتاب عن حجمه ، ولا يغير معالمه.
وقبل أن أرفع قلمي وأختم المقدمة ، أرى من الواجب تسجيل شكري وتقديري للكاتب الإسلامي الكبير والأديب البارع ، المحامي السيّد طالب الحسيني البغدادي الشهير بالخراسان ، على مراجعته للكتاب ، ومناقشاته القيمة معي رغم
__________________
(١) وقد ندب الإسلام ورغب في تنظيف الأسنان ، وقص أظافر اليدين والرجلين ، وإكرام الشعر بدهنه وتسريحه.