البحر ، كان أصحاب (موسى) قد خرجوا منه ، وعندئذ أمر الله الرياح أن تقلب ماء البحر رأسا على عقب ، فصارت الأمواج كالجبال تضرب الجيش الفرعوني وتدمره ، وجعلته يغوص في قاع البحر بلا أمل من النجاة والخلاص.
وعند ما يشاهد (فرعون) ذلك ، يصيبه اليأس ، ويرى الموت يحيط به من كل جانب يقول عندها : (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
توبة كاذبة ، وإيمان زائف يدّعيه كلما أصبح في خطر ، أو رأى العذاب ، ناسيا أو متناسيا الآيات العديدة التي جاء بها (موسى) وكذّب بها ، عند ما كان يتربع على عرش الالوهية الواهي.
ومن هذا نستخلص أنّ إيمان (فرعون) لم يكن حقيقيا نابعا عن يقين ، بل هو إيمان الكذابين والمنافقين والغادرين ، إيمان العصاة والمتكبرين والطاعنين الذين لا يصلحهم إلّا الموت.
لذا جاءه جبرائيل (عليهالسلام) ودفعه إلى قاع البحر ، لينهي حياة ذلك الطاغية الذي لا ينفع معه العفو ، أو الارشاد ، أو الآيات العديدة التي تهدي كل من له عقل يفكر به (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
ويموت (فرعون) خنقا وغرقا بماء البحر ، ويتبع بقية أصحابه الغرقى إلى جهنم وبئس المصير.
وبغرق (فرعون) نستعرض لمحة موجزة عن الغرق من الجوانب الطبية والعدلية :
(الغرق) : يعرّف بأنه شكل من الاختناق المرضي يحدث حين يتنفس الشخص ، أو يتوقف تنفسه تحت سطح الماء ، أو أي سائل آخر ، ولا يشترط أن يغمر الماء كامل الجسم ليحصل (الغرق) ، بل يكفي أن تغمر فتحتا الأنف والفم.