ولكن الثورة على الكنيسة انتقلت من الحاكمين إلى داخل الاكليروس أنفسهم ، فمنذ بضع سنوات ثار جماعة منهم في هولندا على سلطة البابا ، ومن مطالبهم الرئيسية السماح بالزواج لرجال الدين ، وقامت ثورة مماثلة في فرنسا وإيطاليا وألمانيا ، وهذا يستحيل أن يحدث بين المسلمين ، لاتفاق مذاهبهم على أنّ التشريع لله وحده ، قال تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (١).
وفي مجلة «روز اليوسف» المصرية تاريخ ٦ آب ١٩٧٣ كلمة بعنوان «لماذا عادوا إلى الله» جاء فيها : العودة إلى الله هي آخر شعارات الشباب في الغرب ، وجاء ذلك من ردود الفعل للانحلال وانتشار الفساد حيث وصل عدد نوادي اللواط في لندن (١٧٦٥٠) وفي الولايات المتحدة (١٤٥٠) وفي باقي أوروبا إلى (١٦٧٣٠).
وكل هذه النوادي لفاحشة اللواط النكراء تنص قوانينهم على مشروعيتها ، وفي كل يوم تصدر في تلك البلاد ـ المتحضرة ماديا واقتصاديا والمتخلفة روحيا وأخلاقيا ـ قوانين من هذا النوع ، والكثير من شبابنا وشاباتنا ورجالنا ونسائنا الذين يرحلون إليهم لطلب العلم أو المعيشة والمقيمين هناك في ديارهم ينهلون من هذه الأخلاق المادية الحيوانية ، التي لا همّ لأهلها إلّا بطونهم وفروجهم كالبهيمة لا همّ لها إلّا علفها.
وكذلك نشرت الصحف أنّ ألمانيا الغربية أصدرت قانونا يبيح تبادل الزوجات بين المتزوجين ، وثانيا يبيح اللواط ، وثالثا يسمح ببيع الصور العارية ، ورابعا قوانين تبيح الوصية إلى القطط والكلاب ، وخامسا حصر الميراث بالولد الأكبر ، وسادسا الاتجار بالبغاء ، وسابعا المتاجرة بالشعوب ، وثامنا التفرقة العنصرية ، وتاسعا الاحتكار والاستغلال وحرمة الانتاج كي ترتفع الأسعار وإن مات الفقراء جوعا وسغبا ، وعاشرا قمع الشعوب واجلاؤها عن أوطانها وإحلال شعوب اخرى محلها ، كما فعلوا في فلسطين والفلسطينيين ، وغيرها في كثير من البلدان والأوطان.
ومن هنا انتشر الفساد وطغت المشكلات وتفاقم الاستياء ، الذي عبر عنه
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ٤٤.