من سورة الرعد : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.)
وموضوع علم النفس ، وما يطرأ على النفس البشرية ، ورد في أكثر من آية ، فالقرآن الكريم هو الينبوع الذي يستقي منه الأئمة الأطهار (عليهمالسلام) الحلول للمعضلات الطبية بأنواعها النفسية والجسمية ، مضافا إليها سيرة الرسول العظيم (صلىاللهعليهوآلهوسلم) التي ورثوها عنه بإعتبارهم خلفاؤه وورثة علمه ، وأعلم الناس بعده.
فلا عجب أن نرى الإمام علي بن أبي طالب (عليهالسلام) قد غذّى هذا الجانب المهم من (الطب) بالكثير من وصاياه وخطبه ، وطبقها في سيرته الحميدة ، التي نجدها متكاملة الجوانب في كتاب «نهج البلاغة» فآراؤه لا تزال شامخة بالسمو تستحق الإحترام وسط مدارس (علم النفس الطبي) الحديثة.
وقد أكمل المهمة من بعده الأئمة الأطهار (عليهمالسلام) من ولده ، حيثما سنحت الفرصة لهم ، كالسجاد والصادق والرضا (عليهمالسلام).
كذلك يحتفظ التأريخ الإسلامي بأسماء العديد من الأطباء الذين ساهموا في تقدم العلوم الطبية ، ولا سيما الطبيب المعروف (أبو بكر الرازي) الذي ألّف العديد من الكتب الطبية في مختلف مجالات علم الطب وفروعه ، وكذلك طبيب الفلاسفة وفيلسوف الأطباء المشهور (ابن سينا).
وفي عصرنا الحاضر ، ونتيجة لتطور الأجهزة والامكانات الطبية والتفرغ للبحث العلمي ، نجد أنّ العلوم الطبية بفروعها المختلفة بدأت تسلك آفاقا جديدة وحديثة ، حيث تم ان شاء المدارس الطبية والكليات والجامعات ، وازداد عدد الأطباء سنة بعد اخرى ، حتى ظهر الاتجاه الحديث نحو التخصص في مجال العلوم الطبية ، وكان ذلك مترادفا مع الثورة الصناعية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وما رافقها من تطور حياتي واسع في مختلف المجالات.
ولكن بالرغم من ذلك النمو والتطور الطبي (الكمي والنوعي) ، نجد أنّ الأمراض النفسية والمشاكل الروحية ، والقلق المهيمن على حياة الكثير من البشر