وكإنعكاس لهذه النتائج المستجدة والمرتقبة نجد الآلاف ـ بل الملايين ـ من العمال أو الناس المرتبطين بهم يعيشون حالة الخوف والتشاؤم من جراء ما حدث أو سيحدث مستقبلا.
(٤) الخوف من الحرب : يعيش العالم اليوم حالة تمحور واستقطاب بين محورين رئيسين في العالم ، وتحاول كل من الدولتين العظميين السيطرة على بقية دول العالم بصورة أو باخرى ، مستخدمة كل السبل المشروعة ظاهرا وغير المشروعة ، ومسخرة جزءا كبيرا من مواردها لإنتاج وخزن الأسلحة المدمرة والفتاكة التي تؤدي إلى دمار العالم ، كالأسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية.
وقد تلجأ تلك الدول إلى إثارة حروب محلية لغرض تصريف إنتاجها من السلاح ، وإيجاد الأسواق الملائمة واللازمة لتصريف بضائعها ، مستفيدة من المشاكل التي خلقتها في مختلف بقاع العالم بوسائل معروفة أو غير معروفة ـ تقليدية أو خفية الجانب ـ بواسطة عملائها المدسوسين هنا وهناك.
وبالتالي ينشب الصراع المسلح في داخل بعض الدول أو بين عدة دول متجاورة ، وما يرافق هذه الصراعات من تصريف للمواد والسلاح غير عابئين بما يترتب عليه من تشريد الآلاف من الناس وتدمير ممتلكاتهم وبيوتهم في ظل هذا الهوس والجنون.
ويعيش عالمنا اليوم هذا الخوف في غمرة تسابق محموم لشراء السلاح ، وإنشاء الجيوش الجرارة التي تهدد وتهدم قيم الانسان وطمأنينته ، وتجعل فكره مربوطا بما تثيره مراكز القوى الكبرى من أزمّات مفتعلة ـ كأزمة الصواريخ في كوبا ـ أو التهديد بحرب جديدة ـ كالحرب العالمية الثانية ـ التي راح ضحيتها ملايين الناس ، وضربت فيها هيروشيما وناكازاكي بالقنابل النووية.
ولا يزال العالم يعيش حالة حرب باردة بين الدولتين العملاقتين ، الأمر الذي جعل الانسان يعيش وكأنه في حالة حرب قائمة فعلا لا محالة لها.