يقول الدكتور (كيلبرج) في كتاب (الاستعمال الطبي للخمر) : «من كان عنده أقل ريب أو ظل للشك في أنّ الخمر سم ، فليعتبر بما يكون عند وصولها للمعدة ، فإنّ الغشاء المخاطي يصير محتقنا ويخرج مقدارا من المخاط ليحمي نفسه ، وترى غدد المعدة وقواها الدافعة تسرع في إخراج ما وصل إليها بأسرع ما يكون».
ويقول الدكتور (مار) الاسكوتلاندي : «إنّ الخمر لا تشفي شيئا».
ويقول الدكتور أمام الجمعية الطبية البريطانية : «لا أعلم مرضا قط شفى بالخمر» (١).
كان الخمر شائعا في العصر الجاهلي ، ولما جاء الاسلام حرّم شربه لمضاره الشخصية والاجتماعية والدينية التي تحدث جراء تناوله. فتخلّص المسلمون من أكبر آفة إجتماعية كانت تنخر في أوصالهم سابقا ، ثم المجتمعات الاسلامية بشكل عام في الوقت الحاضر ، وغير الاسلامية ـ بشكل خاص ـ كالولايات المتحد الأمريكية والدول الأوروبية وغيرها ، وما رافق ذلك من آثار مدمرة وسيئة حولت المجتمع إلى مجتمع مريض تضرب على أطنابه الفوضى بسبب الادمان والاعتياد الذي أوجده شرب الخمر ، حتى أخذ بنيان المجتمع يتداعى ، وكيان الاسرة ينهدم ، وكمال الشخصية يتحطم ، مما أجبر بعض الحكومات والدول على إيجاد حلول لتلك الآفة ، إلّا أنّ جهودهم باءت بالفشل الذريع لأنّ الحلول الوضعية لا تحل محل تعاليم الاسلام المجيد.
إنّ المسلم يزداد إيمانا بعظمة الشرع الاسلامي ، ويقينا بحكمة الله ، وكمال منهجه الذي حرم الخمر وجعله رجسا من عمل الشيطان. وسمّى الخمر «ام الخبائث».
إنّ هذا التحريم لم يكن عبثا ـ تعالى الله عن ذلك ـ ولم يكن إنتقاما من البشر ، ولا تضييقا عليهم ، بل كان ضروريا لتربية «الشخصية» المتماسكة أمام الاغراء ، وأمام الشهوات .. الشخصية التي تتصرف بإرادة العقل ، لا باندفاع الغريزة ..
__________________
(١) مجلة الدواجن : العدد (٣٩) آذار ١٩٧٠ م.