فعل ، فقالوا : كذب زيد رسول الله ، قال : فوقع في نفسي مما قالوا شدة ، حتى أنزل الله تصديقي : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) ، قال : ودعاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليستغفر لهم فلوّوا رؤوسهم» (١). أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حسن بن موسى ، عن زهير ، فكأنني سمعته من طريقه من الفراوي.
(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (١) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٣) وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(٤)
قال الله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ) أي : نشهد شهادة تتواطأ عليها قلوبنا وألسنتنا (إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) وهاهنا تم الكلام.
ثم استأنف الله تعالى جملة أخرى وهي قوله : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) ، وكأنّ الفائدة فيها : دفع ما عساه أن يتوهمه بعضهم عند مرادفة قوله : (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) لقوله : (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) من أنه تكذيب لهم في شهادتهم أنه رسول الله.
فلما فصل بين الجملتين بقوله : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) زاحت علل
__________________
(١) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٦٠ ح ٤٦٢٠) ، ومسلم (٤ / ٢١٤٠ ح ٢٧٧٢).