(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) في تجارتهم ، لما فاتهم من ثواب الآخرة.
قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) قال ابن عباس : يريد : زكاة الأموال (١).
وقال الضحاك : يريد : الحقوق الواجبة في المال (٢).
وقيل : صدقة التطوع (٣). فيكون الأمر للندب.
قال الضحاك : لا ينزل بأحد الموت لم يحج ولم يؤد زكاة المال إلا سأل الرجعة ، وتلا هذه الآية (٤).
(لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ) أي : هلّا أخرت موتي إلى أجل (قَرِيبٍ) زمان قليل ، (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) قرأ أبو عمرو : " وأكون" بالواو والنصب ، عطفا على لفظ"(فَأَصَّدَّقَ)" ؛ لأنه منصوب بإضمار" أن" ، على جواب التمني.
وقرأ الباقون : "(وَأَكُنْ)" بغير واو مع الجزم (٥) ، عطفا على موضع"(فَأَصَّدَّقَ)" ؛ لأن موضعه قبل دخول الفاء : الجزم.
وقرأ عبيد بن عمير : " وأكون" بالرفع (٦) ، [على معنى](٧) : وأنا أكون.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٨ / ١١٨). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٢٧٧).
(٢) ذكره الماوردي (٦ / ١٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٢٧٧).
(٣) ذكره الماوردي (٦ / ١٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٢٧٨).
(٤) أخرجه الطبري (٢٨ / ١١٨).
(٥) الحجة للفارسي (٤ / ٤٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧١٠) ، والكشف (٢ / ٣٢٢) ، والنشر (٢ / ٣٨٨) ، والإتحاف (ص : ٤١٧) ، والسبعة (ص : ٦٣٧).
(٦) انظر هذه القراءة في : البحر (٨ / ٢٧١) ، والدر المصون (٦ / ٣٢٤).
(٧) زيادة من ب.