(فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)(١٦)
قوله تعالى : (وَدُّوا) أي : أحبّ رؤساء قريش (لَوْ تُدْهِنُ) تلين وتصانع.
قال أبو الحسن الأصبهاني : أي : أن لو تدهن ، فأضمر أن ، و" لو" زائدة (١).
وقال الزمخشري (٢) : فإن قلت : لم رفع (فَيُدْهِنُونَ) ولم ينصب بإضمار" أن" وهو جواب التمني؟
قلت : قد عدل به إلى طريق آخر : وهو أن جعل خبر مبتدأ محذوف ، أي : فهم يدهنون ، كقوله : (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ) [الجن : ١٣] ، على معنى : ودّوا لو [تدهن](٣) فهم [يدهنون حينئذ. أو ودّوا إدهانك فهم الآن](٤) يدهنون ؛ [لطمعهم في إدهانك](٥).
قال سيبويه (٦) : وزعم هارون (٧) أنها في بعض المصاحف : " ودّوا لو تدهن
__________________
(١) في ب : زيادة.
(٢) الكشاف (٤ / ٥٩١).
(٣) في الأصل : دهن. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٤) زيادة من الكشاف ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : لطعهم في الدهانك. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٦) الكتاب (٣ / ٣٦).
(٧) هارون بن موسى الأزدي العتكي النحوي البصري ، صاحب القراءات. روى عن أبي ـ