فأرسلوهنّ يذرين التراب كما |
|
يذري سبائخ قطن ندف أوتار (١) |
قال ثعلب : ومنه قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الحمّى من فيح جهنم فسبّخوها بالماء» (٢).
قوله تعالى : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) أي : انقطع إلى الله في العبادة ، ومنه قيل لمريم : البتول.
والمعنى : بتّل نفسك. وعليه جاء المصدر مراعاة للفواصل.
قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) قرأ ابن عامر ويعقوب وأهل الكوفة إلا حفصا : " ربّ" بالجر على البدل من" ربك".
وقرأ الباقون من العشرة : " ربّ" بالرفع على المدح (٣). أو هو مبتدأ ، خبره : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٤). وقد سبق تفسيره.
(وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً
__________________
(١) البيت للأخطل. انظر : ديوانه (ص : ١٤٠) ، واللسان (مادة : سبخ) ، والطبري (٢٩ / ١٣٢) ، والقرطبي (١٩ / ٤٣) ، والبحر (٨ / ٣٥٥) ، والدر المصون (٦ / ٤٠٥) ، وروح المعاني (٢٩ / ١٠٦) ، وتاج العروس (مادة : سبخ ، ندف) ، والعين (٤ / ٢٠٤).
(٢) ذكره بهذا اللفظ : القرطبي (١٩ / ٤٣). وأصل الحديث أخرجه البخاري (٣ / ١١٩١ ح ٣٠٩١) ، ومسلم (٤ / ١٧٣١ ح ٢٢٠٩) من حديث ابن عمر ولفظهما : " الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء".
(٣) الحجة للفارسي (٤ / ٧٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٣١) ، والكشف (٢ / ٣٤٥) ، والنشر (٢ / ٣٩٣) ، والإتحاف (ص : ٤٢٦) ، والسبعة (ص : ٦٥٨).
(٤) انظر : التبيان (٢ / ٢٧١) ، والدر المصون (٦ / ٤٠٦).