(١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)(١٩)
قوله تعالى : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) أي : على ما يقولون من التكذيب والأذى ، (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) لا جزع فيه ، وهذا قبل الأمر بالقتال.
(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ) أي : أولي التنعّم.
المعنى : لا تهتم بهم فإني أكفيك أمرهم.
قالت عائشة رضي الله [عنها](١) : لما نزلت : (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) لم يكن إلا يسيرا حتى كانت وقعة بدر (٢).
قوله تعالى : (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً) وهي القيود ، واحدها : نكل.
قال الكلبي : أغلالا من حديد (٣).
وقال أبو عمران الجوني : قيود لا تحلّ (٤).
(وَجَحِيماً* وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) لا يسوغ في الحلق.
__________________
(١) في الأصل : عنهما. والمثبت من ب.
(٢) أخرجه الحاكم (٤ / ٦٣٦ ح ٨٧٥٧) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. والطبري (٢٩ / ١٣٤) ، وأبو يعلى في مسنده (٨ / ٥٦ ح ٤٥٧٨). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٣١٨) وعزاه لأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل.
(٣) ذكره الماوردي (٦ / ١٣٠) ، والواحدي في الوسيط (٤ / ٣٧٥).
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٣٧٥) ، والسيوطي في الدر (٨ / ٣١٩) وعزاه لعبد بن حميد.