حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢٠)
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى) أي : أقل (مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) وقرأ هشام : " ثلثي" بسكون اللام (١) ، وهما لغتان.
قرأ ابن كثير وأهل الكوفة : " ونصفه وثلثه" بالنصب فيهما ، على معنى : وتقوم النصف والثلث.
وقرأ الباقون من العشرة : بالجر فيهما ، عطفا على" ثلثي الليل" (٢) ، أي : وأدنى من نصفه ، وأدنى من ثلثه.
قال مكي (٣) : النصب أقوى ؛ لأن الفرض كان على النبي صلىاللهعليهوسلم قيام ثلث الليل ، فإذا نصبت [" ثلثه"](٤) أخبرت أنه كان يقوم ما فرض الله عليه وأكثر ، وإذا [خفضت](٥) " ثلثه" أخبرت أنه كان يقوم أقلّ من الفرض.
(وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) وهم المؤمنون المخلصون ، (وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) يعلم مقادير ساعاتهما ، لا يعلمها على الحقيقة سواه ، (عَلِمَ أَنْ لَنْ
__________________
(١) الحجة للفارسي (٤ / ٧٣) ، والكشف (٢ / ٣٤٦) ، والنشر (٢ / ٢١٧) ، والإتحاف (ص : ٤٢٧) ، والسبعة (ص : ٦٥٨).
(٢) الحجة للفارسي (٤ / ٧٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٣١ ـ ٧٣٢) ، والكشف (٢ / ٣٤٥) ، والنشر (٢ / ٣٩٣) ، والإتحاف (ص : ٤٢٧) ، والسبعة (ص : ٦٥٨).
(٣) الكشف (٢ / ٣٤٥).
(٤) زيادة من الكشف ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : نصبت. والتصويب من ب ، والكشف ، الموضع السابق.