الحمار ، فلا يتمكن من القبض والبسط ، وعمل الأشياء اللطيفة التي تعمل بالأصابع ؛ كالكتابة والخياطة وغيرهما (١).
وفي قراءة ابن أبي عبلة : " قادرون" ، على معنى : نحن قادرون (٢).
قوله تعالى : (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ) قال الزمخشري (٣) : " بل يريد" عطف على" أيحسب" ، فيجوز أن يكون مثله استفهاما ، وأن يكون إيجابا على أن يضرب عن مستفهم عنه إلى آخر. أو يضرب عن مستفهم عنه إلى موجب.
(لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) أي : ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الزمان ، لا ينزع ولا يرجع عن كفره ومعصيته. هذا معنى قول مجاهد والحسن وعكرمة والسدي (٤).
وقال ابن عباس : يكذّب بما أمامه من البعث والحساب (٥).
وقال سعيد بن جبير : يقدم الذنب ويؤخر التوبة ، يقول : سوف أتوب ، سوف أتوب ، حتى يأتيه الموت على شر أحواله ، وأسوأ أعماله (٦).
قوله تعالى : (يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) أي : يسأل الإنسان تكذيبا واستهزاء متى يوم القيامة ، ونحوه : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [يونس : ٤٨].
__________________
(١) ذكره الطبري (٢٩ / ١٧٥ ـ ١٧٦) ، والماوردي (٦ / ١٥٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤١٧).
(٢) انظر هذه القراءة في : البحر (٨ / ٣٧٦) ، والدر المصون (٦ / ٤٢٦).
(٣) الكشاف (٤ / ٦٦١).
(٤) انظر : الطبري (٢٩ / ١٧٧).
(٥) أخرجه الطبري (٢٩ / ١٧٨). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٣٤٤) وعزاه لابن أبي حاتم وابن جرير.
(٦) أخرجه الطبري (٢٩ / ١٧٧). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤١٨).