وقال سعيد بن المسيب : هما ساقاه حين يلفّان في أكفانه (١).
وقيل : التفّت آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة (٢).
قوله تعالى : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) أي : إلى الله الذي لا يخفى عليه خافية ، يساق العباد يوم القيامة ، وهو الذي يتولى جزاءهم.
قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) قال المفسرون : نزلت في أبي جهل بن هشام لعنه الله.
ويجوز أن يراد : الإنسان ، بدليل قوله أولا : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) [القيامة : ٣] ، وثانيا : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) [القيامة : ٣٦].
قال قتادة : فلا صدّق بكتاب الله ، ولا صلى لله (٣).
وقيل : فلا صدّق بماله.
وقد قيل : " لا" بمعنى" لم" ، أي : [لم](٤) يصدّق ولم يصلّ.
(وَلكِنْ كَذَّبَ) بكتاب الله (وَتَوَلَّى) عن الإيمان به.
(ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) أي : يتبختر ، وأصله : يتمطّط ، أي : يتمدّد ؛ لأن المتبختر يمدّ خطاه.
وقال الفراء والزجاج (٥) : هو مأخوذ من المطا ، وهو الظهر.
__________________
(١) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤٢٤).
(٢) قاله الزجاج. انظر : معاني الزجاج (٥ / ٢٥٤).
(٣) أخرجه الطبري (٢٩ / ١٩٩). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٣٦٣) وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) زيادة من ب.
(٥) معاني الفراء (٣ / ٢١٢) ، ومعاني الزجاج (٥ / ٢٥٤).