فضلا أن يتزيّد ، فجاء بلفظ التقليل ، ففهم منه معنى [الكثرة](١) عن الصحة واليقين.
ويروى أن ابن مسعود رضي الله عنه سمع قارئا يقرأ هذه السورة ، فلما انتهى إلى قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) قال : وانقطاع ظهراه (٢).
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٢٩)
قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوارِ الْكُنَّسِ) قال الزجاج وغيره (٣) : " لا" مزيدة مؤكدة. والمعنى : فأقسم بالخنس.
والخنّس : جمع خانس وخانسة ، والكنّس : جمع كانس وكانسة ، والجواري : جمع جارية ، وعامة المفسرين يقولون : هي النجوم.
قال ابن قتيبة (٤) : وإنما سمّاها خنّسا ؛ لأنها تسير في البروج والمنازل كسير
__________________
(١) في الأصل : التكثير. والمثبت من ب ، والكشاف (٤ / ٧١٠).
(٢) انظر هذه القراءة في : الكشاف (٤ / ٧١٠) ، والبحر (٨ / ٤٢٥).
(٣) معاني الزجاج (٥ / ٢٩١).
(٤) تفسير غريب القرآن (ص : ٥١٧).