(وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) التنافس : كالتشاحّ على الشيء والتنازع فيه.
والمعنى : وفي ذلك فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة الموصلة إليه.
قوله تعالى : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) قال ابن مسعود : هو عين في الجنة يشربها المقربون صرفا ، وتمزج لأصحاب اليمين (١).
قال حذيفة بن اليمان : هي عين في جنة عدن (٢). وعدن : دار الرحمن ، فأهل عدن جيرانه.
وسئل ابن عباس عن قوله : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) فقال : هذا مما يقول الله : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)(٣) [السجدة : ١٧].
وقال صاحب الكشاف (٤) : " تسنيم" : علم لعين [بعينها](٥) ، سميت بالتسنيم الذي هو مصدر سنمه إذا رفعه ؛ إما لأنها أرفع شراب في الجنة ، وإما لأنها تأتيهم من فوق ، على [ما](٦) روي أنها تجري في الهواء متسنّمة [فتنصبّ](٧) في أوانيهم.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٣٠ / ١٠٨) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٤١٠) ، وابن أبي شيبة (٧ / ٤٤ ح ٣٤٠٩١). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٤٥٢) وعزاه لابن أبي شيبة وابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) ذكره الماوردي (٦ / ٢٣١) ، والسيوطي في الدر (٨ / ٤٥٢) وعزاه لابن المنذر.
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٤٤٩).
(٤) الكشاف (٤ / ٧٢٤).
(٥) في الأصل : بطينها. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٦) زيادة من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٧) في الأصل : فتصب. والمثبت من ب.