وقال في رواية الوالبي : هو شجر من نار (١).
ولا تنافي بين القولين.
قال ابن زيد : الضريع في الدنيا : الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، وهو في الآخرة : شوك من نار (٢).
واعلم أن أهل النار متفاوتون في العذاب ، كما قال تعالى : (لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر : ٤٤] ، فمنهم من ليس له طعام إلا من ضريع ، ومنهم من ليس له طعام إلا من غسلين ، ومنهم من طعامه الزقوم (٣).
قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية ، قال المشركون : إن إبلنا لتسمن على الضريع ، فأنزل الله : (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)(٤).
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (١٠) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (١١) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (١٢) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)(١٦)
__________________
(١) أخرجه الطبري (٣٠ / ١٦٢) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٤٢٠). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٤٩١) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري (٣٠ / ١٦٢). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٩٦).
(٣) فائدة : قال ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٩٧) : فإن قيل : إنه قد أخبر في هذه الآية : (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) وفي مكان آخر : (وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) [الحاقة : ٣٦] فكيف الجمع بينهما؟
فالجواب : أن النار دركات ، وعلى قدر الذنوب تقع العقوبات ، فمنهم من طعامه الزّقّوم ، ومنهم من طعامه غسلين ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم من شرابه الصّديد.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٤٧٥) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٩٧).