قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) أي : ذات بهجة وحسن.
(لِسَعْيِها راضِيَةٌ)(١) أي : راضية [بعملها](٢) حين شاهدت ما أفضى بهم إليه من الكرامة.
(فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) في المكان والمقدار.
(لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) قرأ ابن كثير وأبو عمرو : " يسمع" بياء مضمومة ، " لاغية" بالرفع. ومثلهما قرأ نافع ، غير أنه قرأ : " تسمع" بالتاء ؛ لتأنيث" لاغية". وقرأ الباقون : بتاء مفتوحة ، " لاغية" بالنصب (٣).
والمعنى : لا تسمع فيها كلمة ذات لغو ، أو نفسا لاغية ، فإن أهل الجنة منزّهون عن العبث.
قوله تعالى : (فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) أي : عيون كثيرة ، فهو مثل قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) [التكوير : ١٤] ، وقد سبق.
(فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ) قال ابن عباس : ألواحها من ذهب ، مكللة بالزبرجد والدرّ والياقوت ، مرتفعة ما لم يجيء أهلها ، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها ، ثم ترتفع إلى موضعها (٤).
(وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ)(٥) كلما أرادوها وجدوها عتيدة حاضرة عندهم.
__________________
(١) في هامش ب : أي لجزاء أو لثواب سعيها راضية ، حين تشاهده ترضى به.
(٢) في الأصل : لعملها. والمثبت من ب.
(٣) الحجة للفارسي (٤ / ١١٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٦٠) ، والكشف (٢ / ٣٧١) ، والنشر (٢ / ٤٠٠) ، والإتحاف (ص : ٤٣٧) ، والسبعة (ص : ٦٨١).
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٤٧٥) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٩٨).
(٥) في هامش ب : مفرده : كوب ، أواني لا آذان لها ولا خراطيم ليشرب من أي ناحية شاء.