وقرأ جماعة ، منهم : أبو العالية ، وأبو عمران ، وابن أبي عبلة : " خلقت" بفتح الخاء واللام وسكون القاف وضم التاء (١). وكذلك" رفعت" و" نصبت" و" سطحت".
قال أنس بن مالك : صليت خلف علي بن أبي طالب عليهالسلام فقرأ : " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" (٢).
وكذلك : " رفعت" و" نصبت" و" سطحت" يعني : على البناء للفاعل وتاء الضمير. والتقدير : خلقتها ورفعتها ونصبتها وسطحتها ، فحذف المفعول.
قوله تعالى : (وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) أي : رفعت (٣) بغير علاقة ولا دعامة.
(وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) نصبا رصينا متينا ، فهي شامخة راسخة ، لا تميد ولا تحيد.
(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) سطحا وثيرا ، تتأتّى معه إثارتها لاستثمار الزرع والأشجار ، وعمارتها للسكن والقرار.
قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) أي : عظ إنما أنت واعظ ، وهو كقوله : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) [الشورى : ٤٨].
والمفسرون يقولون : هي منسوخة بآية القتال (٤).
__________________
(١) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٩ / ٩٩) ، والدر المصون (٦ / ٥١٤).
(٢) ذكره القرطبي (٢٠ / ٣٦).
(٣) قوله : أي رفعت. ساقط من ب.
(٤) انظر دعوى النسخ في : الناسخ والمنسوخ لابن سلامة (ص : ١٩٧) ، والناسخ والمنسوخ لابن حزم (ص : ٦٥) ، ونواسخ القرآن لابن الجوزي (ص : ٥٠٧).