(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) أي : بمسلّط. وقد سبق تفسيره في الطور عند قوله : (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [الطور : ٣٧].
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) استثناء منقطع ، معناه : لكن من تولى وكفر بعد التذكرة (١) (فَيُعَذِّبُهُ اللهُ).
وقرأ ابن عباس ، وعمرو بن العاص ، وأنس ، وقتادة ، وسعيد بن جبير : " ألا" بفتح الهمزة وتخفيف اللام ، على التنبيه (٢).
والمعنى : فيعذبه الله في الآخرة (الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) ، وهو عذاب جهنم ، بعد العذاب الأصغر ، وهو ما ابتلاهم به من الجوع والقتل والذل.
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) رجوعهم ومصيرهم بعد الموت.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) يعني : جزاءهم.
وقرأ أبي بن كعب ، وعائشة ، وأبو عبد الرحمن ، وأبو جعفر المدني : " إيّابهم" بتشديد الياء (٣).
قال الزمخشري (٤) : وجهه أن يكون" فيعالا" مصدر" أيّب" فيعل من الإياب ، أو يكون أصله : " إوّابا" فعّالا من" أوّب".
ثم قيل : إيوابا ؛ كديوان في دوّان (٥) ، ثم فعل به ما فعل بأصل : سيّد.
__________________
(١) في ب : التذكير.
(٢) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٩ / ١٠٠) ، والبحر المحيط (٨ / ٤٦٠).
(٣) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٩ / ١٠١) ، والنشر (٢ / ٤٠٠) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٣٨).
(٤) الكشاف (٤ / ٧٤٧ ـ ٧٤٨).
(٥) قوله : " في دوان" ساقط من ب.