واختلف القرّاء في إثبات الياء وحذفها في" أكرمني" و" أهانني" (١) ، على نحو ما تقدم في الموضعين السابقين في هذه السورة.
قوله تعالى : (كَلَّا) ردع للإنسان عن قوله. ثم قال : بل لا يكرمون اليتيم أي : بل [هناك](٢) شر من هذا القول ، وهو أن الله يكرمهم بكثرة المال فلا يؤدون ما يجب عليهم من إكرام اليتيم والحضّ على طعام المسكين.
قرأ أبو عمرو : " يكرمون" و" يحضون" و" يأكلون" و" يحبون" بالياء فيهن ، على لفظ الغيبة ؛ لتقدم ذكر الإنسان الذي هو اسم للجنس. وقرأ الباقون : بالتاء فيهن (٣) ، على الخطاب من النبي صلىاللهعليهوسلم لمن أرسل إليه. على معنى : قل لهم يا محمد كذا وكذا.
وقرأ الكوفيون : "(تَحَاضُّونَ)" بألف قبل الضاد (٤) ، ويمدّون الألف لسكونها وسكون أول المشدد ، أصله : يتحاضضون ، أي : يحضّ بعضكم بعضا ويحرّضه على إطعام المسكين ، فحذفوا إحدى التائين طلبا للخفة ، وأدغموا الضاد في الضاد.
قوله تعالى : (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ) أي : تراث اليتيم ، وهو ميراثه.
__________________
(١) الحجة للفارسي (٤ / ١١٨) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٦٤) ، والكشف (٢ / ٣٧٤) ، والنشر (٢ / ٤٠٠) ، والإتحاف (ص : ٤٣٨) ، والسبعة (ص : ٦٨٤).
(٢) في الأصل : هذاك. والتصويب من ب.
(٣) الحجة للفارسي (٤ / ١٢١) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٦٢) ، والكشف (٢ / ٣٧٢) ، والنشر (٢ / ٤٠٠) ، والإتحاف (ص : ٤٣٨) ، والسبعة (ص : ٦٨٥).
(٤) الحجة للفارسي (٤ / ١٢٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٦٣) ، والكشف (٢ / ٣٧٢) ، والنشر (٢ / ٤٠٠) ، والإتحاف (ص : ٤٣٨) ، والسبعة (ص : ٦٨٥).