لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى)(٢١)
قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) قال الزجاج (١) : المعنى : إن علينا أن نبيّن طريق الهدى من طريق الضلال.
(وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) قال مقاتل (٢) : ملك الدنيا والآخرة.
وقيل : ثواب الدارين.
ومعنى (تَلَظَّى) : تتوقّد وتتوهّج.
قوله تعالى : (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) [نار](٣) مخصوصة لا يصلاها إلا أشقى الأشقياء ؛ كأمية وأبيّ ابنا خلف. ويدل عليه قوله تعالى : (الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى).
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) : أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وبهذه الآية مع انضمام قوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) [الحجرات : ١٣] احتج جماعة من صناديد النظّار على تفضيل أبي بكر الصديق على غيره بعد النبيين.
وقال الزجاج (٤) : وهذه [الآية](٥) التي من أجلها زعم أهل الإرجاء أنه لا
__________________
(١) معاني الزجاج (٥ / ٣٣٦).
(٢) تفسير مقاتل (٣ / ٤٩٢).
(٣) كلمة غير ظاهرة في الأصل. وفي ب سقط من هنا إلى قوله : أشقى. ولعلها كما أثبتناها.
(٤) معاني الزجاج (٥ / ٣٣٦).
(٥) زيادة من ب.