والمعنى : علّم الإنسان الكتابة بالقلم ، علّم الإنسان من العلوم والصنائع ما لم يعلم.
(كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (١٩)
قوله تعالى : (كَلَّا) ردع عن الطغيان بالنعمة ، وإن لم يذكر ؛ لدلالة الكلام عليه.
وعامة المفسرين يقولون : المعنى : حقا.
(إِنَّ الْإِنْسانَ)(١) يعني : أبا جهل (لَيَطْغى).
قال الكلبي : كان إذا أصاب مالا زاد في ثيابه ومركبه وطعامه وشرابه ، فذلك طغيانه (٢).
(أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) قال ابن قتيبة (٣) : المعنى : أن رأى نفسه استغنى.
وقال غيره (٤) : يقال في أفعال القلوب : رأيتني وعلمتني ، ولو كانت بمعنى
__________________
(١) في الأصل زيادة قوله : " لفي خسر". وهو خطأ. وموضعه في سورة العصر.
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٥٢٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ١٧٦) بلا نسبة.
(٣) تفسير غريب القرآن (ص : ٥٣٣).
(٤) هو قول الزمخشري في الكشاف (٤ / ٧٨٣).