الفصل الثالث : في تفسيرها :
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٤)
قال الله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) قال الزجاج (١) : هو كناية عن ذكر الله تعالى. والمعنى : الذي سألتم تبيين نسبته : هو الله. و" أحد" مرفوع على معنى : هو أحد. المعنى : هو الله هو أحد. ويجوز أن يكون" هو" (٢) [للأمر](٣) ، كما تقول : هو زيد قائم ، أي : الأمر زيد قائم. فالمعنى : الأمر الله أحد.
قرأت على الشيخين أبي البقاء اللغوي وأبي عمرو الياسري لأبي عمرو من رواية أبي خلاد عن اليزيدي عنه : " أحد الله" بضم الدال وصلتها باسم الله من غير تنوين ولالتقاء ساكنين (٤).
(اللهُ الصَّمَدُ) قال بعض المفسرين : الصمد : الذي يصمد إليه في الحوائج (٥). ويروى هذا مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم. يقال : صمدت صمده ؛ إذا قصدت قصده (٦).
وقال الزجاج (٧) : الصّمد : السيد الذي ينتهي إليه السّؤدد.
__________________
(١) معاني الزجاج (٥ / ٣٧٧).
(٢) في هامش ب : ويسمى ضمير الشأن.
(٣) في الأصل : الأمر. والتصويب من ب ، ومعاني الزجاج (٥ / ٣٧٧).
(٤) انظر : الحجة للفارسي (٤ / ١٥٣) ، والسبعة (ص : ٧٠١).
(٥) ذكره الطبري (٣٠ / ٣٤٧) ، والماوردي (٦ / ٣٧١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٦٧).
(٦) انظر : اللسان (مادة : صمد).
(٧) معاني الزجاج (٥ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨).