فلما [رأت](١) الجدّ أخرجته من عقاصها ... ثم ساق الحديث كما تقدم ، وقال : فأردت أن أتخذ عندهم يدا ، وقد علمت أن [الله](٢) منزل بهم بأسه ، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا ، فصدقه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعذره» (٣).
وفي حديث جابر بن عبد الله : «أن عبدا لحاطب جاء يشتكي حاطبا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، ليدخلنّ حاطب النار ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : كذبت ، لا يدخلها أبدا ، إنه قد شهد بدرا والحديبية» (٤).
وقد ذكرنا فيما مضى أن" العدوّ" على زنة المصدر ، فلذلك يقع على الواحد والاثنين والجمع ، و" العدوّ" فعول من عدا ، كعفوّ من عفا.
قوله تعالى : (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) يحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون استئنافا ، على معنى : أتلقون إليهم المودة ، فحذف همزة الاستفهام ، كما في قوله : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ) [الشعراء : ٢٢] ، وكما في نظائره السابقة في أماكنها.
الثاني : أن يكون" تلقون" متعلقا ب" لا تتخذوا" ، فيكون حالا من الضمير فيه ، على معنى : لا تتخذوهم أولياء ملقين إليهم بالمودة.
الثالث : أن يتعلق ب" أولياء" ، فيكون صفة له ، على معنى : لا تتخذوهم أولياء
__________________
(١) في الأصل : رأيت. والتصويب من ب.
(٢) زيادة من ب.
(٣) أخرجه ابن حبان (١٦ / ٥٧ ح ٧١١٩) ، والطبراني في الأوسط (٦ / ٣٤٣).
(٤) أخرجه أحمد (٣ / ٣٤٩ ح ١٤٨١٣).