القاعدين عن الخروج مع الرسول صلىاللهعليهوسلم وجاز ان يكون أولياءه منصوبا بنزع الخافض والمفعول محذوف تقديره يخوفكم باوليائه وكذلك قراءة أبيّ بن كعب وقال السدى يعظم أولياءه فى صدوركم لتخافوهم لما قرا ابن مسعود يخوفكم أولياءه وعلى هذين الوجهين أولياءه ابو سفيان وأصحابه (فَلا تَخافُوهُمْ) إذ لا قوة لاحد الا بالله الضمير المنصوب للناس الثاني على الوجه الاول وللاولياء على الوجهين الأخيرين (وَخافُونِ) ان لا اجعلهم غالبين عليكم كما جعلت يوم أحد فان الغلبة من عندى فلا تخالفوني فى امرى ونهيى وجاهدوا مع رسولى ـ اثبت الياء فى الوصل فقط ابو عمرو ـ وكذا ابو جعفر وفى الحالين يعقوب ـ ابو محمد وحذفها الباقون فى الحالين (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٧٥) فان مقتضى الايمان ان يخاف الله ولا يخاف غيره قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا سالت فاسئل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشىء لا ينفعونك الا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا ان يضروك بشىء لا يضرونك الا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه احمد والترمذي عن ابن عباس ـ. (وَلا يَحْزُنْكَ) قرا نافع بضم الياء وكسر الزاء من الافعال هذا وقوله تعالى ليحزننى وليحزن حيث وقع الا فى الأنبياء لا يحزنهم الفزع وقرا ابو جعفر من الافعال فى الأنبياء خاصة لا غير والباقون بفتح الياء وضم الزاء فى الكل (الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) قال الضحاك هم كفار قريش وقال غيره هم المنافقون يسارعون فى الكفر بمظاهرة الكفار وهو الأصح يعنى لا يحزنك مسارعتهم فى الكفر لا خوفا على الإسلام والمسلمين لما (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ) اى اولياء الله بمسارعتهم فى الكفر وانما يضرون بها أنفسهم (شَيْئاً) يحتمل المفعول والمصدر ولا ترحما على الكافرين لانه (يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا) نصيبا (فِي) ثواب (الْآخِرَةِ) حيث كانوا مخلوقين أشقياء وكان مبادى تعيناتهم مستندة الى اسمه المضل ونحوه فلذلك خذلهم حتى سارعوا فى الكفر (وَلَهُمْ) مع الحرمان عن الثواب (عَذابٌ عَظِيمٌ) (١٧٦). (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ) يعنى استبدلوا الكفر بالايمان وهم اهل الكتاب كانوا مؤمنين بمحمد صلىاللهعليهوسلم قبل مجيئه فاذا جاء بالبينات اختاروا الكفر وتركوا الايمان حرصا على الدنيا وعنادا (لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٧٧) وَلا يَحْسَبَنَ) قرا حمزة بالتاء خطابا للنبى صلىاللهعليهوسلم