أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) يعنى لا تقدر على التكلم مع الناس مع قدرتك على الذكر (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً) اى الا اشارة بنحو يد او رأس وأصله التحريك والاستثناء منقطع وقيل متصل والمراد بالكلام ما دل على ما فى الضمير وقال عطاء أراد به صوم ثلاثة ايام لانهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا الا رمزا (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً) يعنى حين يظهر لك الاية شكرا (وَسَبِّحْ) اى صل (بِالْعَشِيِ) اى من الزوال الى ذهاب بعض الليل يعنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء (وَالْإِبْكارِ) (٤١) من صلوة الفجر الى الضحى. (وَإِذْ قالَتِ) عطف على إذ قالت امراة عمرن (الْمَلائِكَةُ) يعنى جبرئيل عليهالسلام شفاها (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ) اى اختارك لنفسه بالتجليات الذاتية الدائمية التي عبرها الصوفية بكمالات النبوة وهى بالاصالة للانبياء عليهمالسلام وبالتبعية والوراثة للصديقين وكانت هى صديقة قال الله تعالى وامّه صدّيقة (وَطَهَّرَكِ) عن الذنوب بالحفظ والمغفرة وعدم تطرق الشيطان إليها كما مر من حديث ابى هريرة برواية الشيخين وقيل طهرها من مسيس الرجال وقيل من الحيض (وَاصْطَفاكِ) اى فضلك (عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (٤٢) اى عالمى زمانهم عن على قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة متفق عليه وفى رواية قال ابو كريب وأشار وكيع الى السماء والأرض وعن انس ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امراة فرعون رواه الترمذي وعن ابى موسى الأشعري قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امراة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام متفق عليه ـ قلت لعل معنى قوله صلىاللهعليهوسلم لم يكمل من النساء من الأمم السابقة الا مريم وآسية يدل عليه قوله عليهالسلام وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام فان هذه الجملة تدل على فضل عائشة على مريم وآسية ـ وفى الصحيحين من حديث عائشة ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يا فاطمة الا ترضين ان تكونى سيدة