ونبيّا من الصّلحين ثم أهوى النبي صلىاللهعليهوسلم الى قذاة من الأرض فاخذها وقال كان ذكره مثل هذه القذاة ـ اخرج عبد الرزاق فى تفسيره عن قتادة موقوفا وابن عساكر فى تاريخه عن معاذ بن جبل مرفوعا ان يحيى عليهالسلام مر فى صباه بصبيان فدعوه الى اللعب فقال ما للعب خلقنا (وَنَبِيًّا) ناشيا (مِنَ) أصلاب (الصَّالِحِينَ) (٣٩) يعنى النبيّين المعصومين او كائنا من عداد من لم يأت صغيرة ولا كبيرة ـ. (قالَ) زكريا مناجيا الى الله سبحانه من غير التفات الى جبرئيل (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) صدر هذا القول منه بمقتضى الطبع استبعادا عن مقتضى العادة او استعظاما وتعجبا كل ذلك بمقتضى الطبع فان مقتضى الطبع قد يغلب على مقتضى العقل والا فالعقل والعلم يحكمان بانه لا استبعاد فى قدرة الله تعالى ولا تعجب كما ان موسى عليهالسلام اعترض على خضر بعد ما عهد منه وقال ستجدنى ان شاء الله صابرا ولا اعصى لك امرا ـ وقال عكرمة والسدى انه لما سمع نداء الملائكة جاءه الشيطان فقال يا زكريا هذا الصوت ليس من الله انما هو من الشيطان ولو كان من الله لاوحاه إليك فقال ذلك دفعا للوسوسة وقال الحسن انه قال ذلك استفهاما عن كيفية حدوثه يعنى باىّ وجه يكون لى غلام بان تجعلنى وامراتى شابين وتزيل عقمها او تهب لى الولد من امراة اخرى او تهبه إيانا مع كوننا على حالتنا الاولى (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) هذا مقلوب اى قد بلغت الكبر وشخت او المعنى أدركني كبر السن وضعفنى وكان يومئذ ابن سنتين وتسعين سنة كذا قال الكلبي وقال الضحاك كان ابن عشرين ومائة سنة وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنة (وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) لا تلد يستوى فيه المذكر والمؤنث (قالَ كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) (٣٠) خبر مبتدا محذوف اى الأمر كذلك اى يولد لك مع كونك شيخا وامرأتك عاقرا او خبر والمبتدا الله يعنى كذلك الله وبيانه يفعل ما يشاء من العجائب او الله مبتدا والجملة بعده خبره وكذلك فى محل النصب على المصدرية يعنى الله يفعل ما يشاء فعلا كذلك الفعل اى مثل ما وعدناك وان كان على خلاف العادة او على الحالية من ما يشاء. (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي) فتح الياء نافع وابو عمر وابو جعفر ـ ابو محمد أسكنها الباقون (آيَةً) اى علامة اعلم بها وقت حمل امراتى فازيد فى العبادة شكرا لك (قالَ آيَتُكَ