فِيها) لكن للاستدراك عند النحاة اى دفع توهم نشا مما قبل وذلك التوهم ان متاع الكافرين المتنعمين فى الدنيا لمّا كان قليلا فمتاع المتقين المعرضين عن اللذات يكون اقل قليلا فقال الله تعالى لدفع ذلك التوهم لكن الّذين اتّقوا الاية يعنى ان المتقين اكتسبوا فى الدنيا ما يكون لهم وسيلة لنعماء الاخرة فهم تمتعوا من الدنيا ما لا مزيد عليه ـ وعند علماء المعاني لكن لرد اعتقاد المخاطب وذلك ان الكافرين يزعمون انهم متمتعون من الدنيا والمتقين فى خسران عظيم (نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ) صفة لنزلا ـ والنزل ما يعد للضيف النازل من الضيافة ـ ففى لفظة نزلا بيان لرفعة قدر المتقين حيث جعلهم أضياف الله والكريم يجعل خير ما عنده وما يقدر عليه للضيف ـ ونزلا منصوب على الحال من جنات والعامل فيه الظرف ـ وقيل انه مصدر مؤكد والتقدير أنزلوها نزلا ـ وجاز ان يكون منصوبا على التميز ـ وقيل تقديره جعل ذلك نزلا (وَما عِنْدَ اللهِ) من الثواب ودرجات القرب والرضاء والرحمة (خَيْرٌ) من متاع الدنيا ومن كل شىء (لِلْأَبْرارِ) (١٩٨) وضع المظهر موضع المضمر للمدح والتعظيم ـ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال جئت فاذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى مشربة وانه لعلى حصير ما بينه وبينه شىء وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف وان عند رجليه قرطا مصبورا وعند رأسه أهب معلقة فرايت اثر الحصير فى جنبه فبكيت فقال ما يبكيك فقلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال اما ترضى ان تكون لهما الدنيا ولنا الاخرة ـ وفى رواية قلت يا رسول الله ادع الله فليوسع على أمتك فان فارس والروم قد وسع عليهم وهم لا يعبدون الله قال اوفى هذا أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم فى الحيوة الدنيا ـ متفق عليه وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم الدنيا سجن المؤمن وسنته فاذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة رواه البغوي فى شرح السنة ـ وعن قتادة بن النعمان ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء رواه احمد والترمذي والله اعلم ـ روى النسائي عن انس وابن جرير نحوه عن جابر قال لما جاء نعى النجاشي قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلوا عليه قال يا رسول الله تصلى على عبد حبشى فانزل الله تعالى. (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) الاية وكذا فى المستدرك عن عبد الله بن الزبير قال نزلت فى النجاشي ـ