تعريضا بالذين كفروا لانهم هم الحاسبون دون النبي صلىاللهعليهوسلم او لكل من يحسب والباقون بالياء على الغيبة فعلى قراءة الجمهور فاعله (الَّذِينَ كَفَرُوا) وقوله تعالى (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) مفعول قائم مقام المفعولين والاملاء الامهال وإطالة العمر وتخليتهم وشأنهم وعلى قراءة حمزة الّذين كفروا مفعول وما بعده بدل منه وهو ينوب عن المفعولين او هو المفعول الثاني على تقدير مضاف فى أحد المفعولين يعنى لا تحسبن الذين كفروا اصحاب ان الاملاء خير لانفسهم او لا تحسبن حال الذين كفروا ان الاملاء خير لهم وما مصدرية كان حقها ان يفصل فى الخط ولكنها وقعت فى الامام متصلة فاتبع (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) استيناف لبيان علة ما تقدم من الحكم (لِيَزْدادُوا إِثْماً) اللام لام الارادة والاية حجة لنا على المعتزلة فى مسئلتى الأصلح وارادة المعاصي وعند المعتزلة اللام لام العاقبة (وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١٧٨) قال مقاتل نزلت فى مشركى مكة وقال عطاء فى قريظة والنضير عن ابى بكر قال سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم اىّ الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله قيل فاىّ الناس شر قال من طال عمره وساء عمله رواه احمد والترمذي والدارمي ـ وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينادى مناد يوم القيامة اين أبناء الستين وهو العمر الذي قال الله تعالى (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) رواه البيهقي فى الشعب ـ. (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ) اللام لتأكيد النفي (الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) من اختلاط المخلصين بالمنافقين والخطاب لعامة المخلصين والمنافقين المختلطين فى عصر النبي صلىاللهعليهوسلم (حَتَّى يَمِيزَ) قرا حمزة (١) والكسائي هاهنا وفى الأنفال بضم الياء وكسر (٢) الميم واسكان الياء مخففة من الافعال والباقون بفتح الياء من ماز يميز يقال مزت الشّيء ميزا إذا فرقته يعنى يفرق (الْخَبِيثَ) الكافر (مِنَ الطَّيِّبِ) اى المؤمن اما بالوحى الى النبي صلىاللهعليهوسلم كما قال الله تعالى (يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ) او بالوقائع مثل واقعة أحد حيث تميز فيه المنافقون بالانخذال عن المؤمنين (وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) حتى تعرفوا المنافقين من المؤمنين قبل التميز من الله تعالى
__________________
(١) الصحيح قرا حمزة والكسائي ويعقوب وخلف ـ ابو محمد عفا الله عنه
(٢) الصحيح بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء الثانية مشددة من التفعيل إلخ ابو محمد عفا الله عنه