الإسلام ، والنٌّصرة له ولمن اتبعه ، وأوَى اليهم من المسلمين ، أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أصحابه من المهاجرين من قومه ، ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة والهجرة اليها واللحوق باخوانهم من الانصار.
ولما رأت قريش أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين اليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا داراً ، وأصابوا منهم منعة ، فكرهوا خروج رسول الله صلىاللهعليهوآله اليهم ، فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله .
واتّفقوا على اختيار رجل واحد من كلّ بطن من بطون قريش ، فاجتمع نحو عشرة رجال ، وأخذ كل واحد منهم سيفاً قاطعاً ، وأمرهم أبو سفيان وزبانيته أن يدخلوا على النبي صلىاللهعليهوآله فيضربونه كلّهم ضربة واحدة حتّى يتفرّق دمه في قريش كلّها ، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه. (١)
ولما وصل خبرهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله قرّر الهجرة إلى المدينة تاركاً وطنه وبلاده وعشيرته ، وترك مكانه وعلى فراشه أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام لكي يؤدّي ودائع الناس وأماناتهم التي كانت عند الرسول صلىاللهعليهوآله ، في قصة طويلة لا يجهلها أحد من المسلمين.
وهكذا أُرغم رسول الله صلىاللهعليهوآله على مغادرة بلده مكّة ، ولم يدخل في صراع مسلح مع أعدائه.
وفيما يأتي استعراض سريع لأسباب حروب النبي وغزواته صلىاللهعليهوآله مقتبسين من كتاب ( الرحلة المدرسية ) للشيخ المجاهد العلاّمة البلاغي رحمهالله بعض ما قاله في
__________________
(١) راجع القصة في تفسير القمّي ١ : ٢٧٥ ، وسائر كتب المغازي والسير والتاريخ.