« إنّ الروايات متّفقة على أنّ النبيّ صلى عليه وسلّم اختار للمباهلة عليّاً وفاطمة وولديها ، ويحملون كلمة ( نِساءَنا ) على فاطمة ، وكلمة ( أَنْفُسَنا ) على علي فقط.
ومصادر هذه الروايات الشيعة ، ومقصدهم منها معروف ، وقد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا ، حتّى راجت على كثيرٍ من أهل السنّة ، ولكنّ واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية ، فإنّ كلمة ( نِساءَنا ) لا يقولها العربي ويريد بها بنته ، لا سيّما إذا كان له أزواج ، ولا يفهم هذا من لغتهم ، وأبعد من ذلك أنْ يراد بـ ( أَنْفُسَنا ) عليّ ـ عليه الرضوان ـ.
ثمّ إنّ وفد نجران الّذين قالوا إنّ الآية نزلت فيهم لم يكن معهم نساؤهم وأولادهم » (١).
أقول :
وفي هذا الكلام إقرارٌ ، وادّعاءٌ ، ومناقشة عن عناد.
أمّا الإقرار ، فقوله : « إنّ الروايات متّفقة ... » فالحمد لله على أن بلغت الروايات في القضيّة من الكثرة والقوّة حداً لا يجد مثل هذا الرجل بُدّاً من أن يعترف بالواقع والحقيقة.
لكنّه لمّا رأى أن هذا الإقرار يستلزم الإلتزام بنتيجة الآية المباركة والروايات الواردة فيها ، وهذا ما لا تطيقه نفسه!! عاد فزعم أمراً لا يرتضيه عاقل فضلاً عن فاضل!
__________________
(١) تفسير المنار ٣ / ٣٢٢.