هذه المباحث مطالب عبدالعزيز الدهلوي في كتاب التحفة الاثنا عشريّة (١) ، الذي اختصر ترجمته محمود شكري الآلوسي ، ونشره بعنوان مختصر التحفة الإثني عشرية.
وعلى كلّ حالٍ ، فقد اقتضى استدلال بعضهم بهذا الحديث في هذا المقام لغرض المعارضة ، أن نتكلّم حوله ببعض التفصيل ، ليتبين حاله فلا يعارَض به شيء من أدلّة أصحابنا في مختلف المجالات ، فنقول :
هذا الحديث ممّا أعرض عنه البخاري ومسلم ، ولم يخرجه من أرباب السنن سوى الترمذي وابن ماجة ، وأخرجه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك ، وما رووه إلاّعن حذيفة وابن مسعود.
* فرووه عن حذيفة بن اليمان ، لكنْ بأسانيد ينتهي جلّها إلى : « عبدالملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة » (٢).
* و « عبد الملك بن عمير » رجل مدلّس ، ضعيف جدّاً ، كثير الغلط ، مضطرب الحديث جدّاً ، كما في كتب الرجال :
فقد قال أحمد : « مضطرب الحديث جدّاً مع قلّة روايته ، ما أرى له خمسمائة حديث وقد غلط في كثير منها ».
وقال إسحاق بن منصور : « ضعّفه أحمد جدّاً » وعن أحمد أيضاً : « ضعيف يغلط ».
__________________
(١) كما ظهر لدى التحقيق أنّ كتاب « التحفة » منتحل من كتاب « الصواقع الموبقة » لنصرالله الكابلي.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٣٨٢ و ٣٨٥ ، صحيح الترمذي ، باب مناقب أبي بكر وعمر ، سنن ابن ماجة ، باب مناقب أبي بكر ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٧٥.