الفصل الثاني
محاولات يائسة وأكاذيب مدهشة
ولمّا كانت قضيّة المباهلة ، ونزول الآية المباركة في أهل البيت دون غيرهم ، من أسمى مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام الدالّة على إمامته بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد حاول بعض المتكلّمين من مدرسة الخلفاء الإجابة عن ذلك ، كما سنرى بالتفصيل.
لكنْ هناك محاولات بالنسبة إلى أصل الخبر ومتنه ، الأمر الذي يدلّ على إذعان القوم بدلالة الحديث على مذهب الإماميّة ، وبخوعهم بعدم الجدوى فيما يحاولونه من المناقشة فيها ...
وتلك المحاولات هي :
فمن القوم من لا يذكر الخبر من أصله!! مع ما فيه من الأدلّة على النبوّة وظهور الدين الإسلامي على سائر الأديان ... أذكر منهم ابن هشام (١) وتبعه ابن سيّد الناس (٢) ، والذهبي (٣) وهذه عبارة الثاني في ذكر الوفود ، وهي ملخّص عبارة الأوّل :
« ثمّ بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خالد بن الوليد في شهر ربيع
__________________
(١) السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٥٩٢.
(٢) عيون الأثر في المغازي والسير ٢ / ٢٤٤.
(٣) تاريخ الإسلام ـ المغازي ـ : ٦٩٥.