ذكره القاضي عبد الجبّار وتبعه غيره كالرازي وأضاف : إنّه تعالى ذكر المؤمنين الموصوفين في هذه الآية بصيغة الجمع في سبعة مواضع : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وحمل ألفاظ الجمع وإن جاز على الواحد على سبيل التعظيم لكنّه مجاز لا حقيقة ، والأصل حمل الكلام على الحقيقة.
والجواب : إنّ مقتضى النصّ الصحيح ، القائم عليه الإجماع من المفسّرين وغيرهم ، وهو المتّفق عليه بين الطرفين ، هو حمل الصّيغة هذه على الواحد المعيّن ، وهو أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولكنْ لا بدّ لإتيان الآية بصيغة الجمع من نكتة.
قال الزمخشري : « فإنْ قلت : كيف صحّ أن يكون لعليّ رضياللهعنه ـ واللفظ لفظ جماعة؟
قلت : جيء به على لفظ الجمع وإنْ كان السبب فيه رجلاً واحداً ، ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل ثوابه ، ولينبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أنْ تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان وتفقّد الفقراء ، حتّى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخّروه إلى الفراغ منها » (١).
واختار بعض المفسرين من أصحابنا كالطبرسي صاحب ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) (٢) أنّ النكتة هي التعظيم ، وهو ما أشار إليه الرازي في كلامه المذكور.
__________________
(١) الكشّاف ١ / ٦٤٩.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٢١١.