فاعترف ـ من حديث يدري أو لا يدري ـ بالحقّ.
هذا ، ولا يخفى أنّ معتمد الأشاعرة في المناقشة هو هذا الوجه الأخير ، وبهذا يظهر أنّ القوم عيال على المعتزلة ، وكم له من نظير!!
« أمّا أخذه عليّاً وفاطمة والحسن والحسين في المباهلة ، فحديث صحيح ، رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص ، قال في حديث طويل : « لمّا نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ».
ولكن لا دلالة في ذلك على الإمامة ولا على الأفضليّة.
وقوله : ( قد جعل الله نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والإتّحاد محال ، فبقي المساواة له ، وله الولاية العامة ، فكذا لمساويه ).
قلنا : لا نسلّم أنّه لم يبق إلا المساواة ، ولا دليل على ذلك ، بل حمله على ذلك ممتنع ، لأنّ أحداً لا يساوي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، لا عليّاً ولا غيره.
وهذا اللفظ في لغة العرب لا يقتضي المساواة ، قال تعالى في قصّة الإفك : ( لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً ) ولم يوجب ذلك أن يكون المؤمنون والمؤمنات متساوين وقد قال في قصة بني إسرائيل : ( فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ ) أي : يقتل بعضكم بعضاً ، ولم يوجب ذلك أن يكونوا متساوين ، ولا أنْ يكون من عبدالعجل مساوياً لمن لم يعبده.
__________________
(١) أوردنا كلامه بطوله ، ليظهر أنّ غيره تبع له ، لئلاّ يظن ظان أنّا تركنا منه شيئاً له تأثير في البحث!