غير العالم كما لم يرض للمؤمن إلّا أن يرفع على من ليس بمؤمن أخبروني عنه ؟ قال : يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ . أو قال : يرفع الله الّذين اُوتوا شرف النسب درجات ؟ أو ليس قال الله : هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ؟ فكيف تنكرون رفعي لهذا لمّا رفعه الله ؟ إنّ كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله الّتي علّمه إيّاها لأفضل له من كلّ شرف في النسب .
فقال العبّاسي : يا ابن رسول الله قد شرّفت علينا وقصّرتنا عمّن ليس له نسب كنسبنا ، وما زال منذ أوّل الإسلام يقدّم الأفضل في الشرف على من دونه فيه . فقال عليهالسلام : سبحان الله أليس العبّاس بايع لأبي بكر وهو تيميٌّ والعبّاس هاشميٌّ ؟ أوليس عبد الله ابن العبّاس كان يخدم عمر بن الخطّاب وهو هاشميٌّ أبو الخلفاء وعمر عدويٌّ ؟ وما بال عمر أدخل البعداء من قريش في الشورى ولم يدخل العبّاس ؟ فإن كان رفعنا لمن ليس بهاشميّ على هاشميّ منكراً فأنكروا على العبّاس بيعته لأبي بكر ، وعلى عبد الله بن العبّاس خدمته لعمر بعد بيعته ، فإن كان ذلك جائزاً فهذا جائز ، فكأنّما اُلقم الهاشميّ حجراً (١) .
بيان : قال الفيروزآباديّ : الدست من الثياب ، والورق ، وصدر البيت ، معرّبات . قوله عليهالسلام : لما رفعه الله بالتخفيف والتشديد .
٢٦ ـ لى : جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلّى بن محمّد البصريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن عمر بن زياد ، عن مدرك بن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد ، و وضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء .
لى : وأنشدنا الشيخ الفقيه أبو جعفر لبعضهم :
العالم العاقل ابن نفسه |
* |
أغناه جنس علمه عن جنسه |
كم بين من تكرمه لغيره |
* |
وبين من تكرمه لنفسه |
________________________
(١) مثل يضرب لمن تكلم فاجيب بمسكتة .