المراد بعثه في القيامة في زمرتهم لتشبّهه بهم وإن لم يكن منهم ، ويطلق الفقيه غالباً في الأخبار على العالم العامل الخبير بعيوب النفس وآفاتها ، التارك للدنيا ، الزاهد فيها ، الراغب إلى ما عنده تعالى من نعيمه وقربه ووصاله ، واستدلّ بعض الأفاضل بهذا الخبر على حجّيّة خبر الواحد ، وتوجيهه ظاهر .
( باب ٢١ )
* ( آداب الرواية ) *
الايات ، الحاقة : وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢
١ ـ ختص : جعفر بن الحسين المؤمن ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام في قول الله عزّ وجلّ : فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ . قال : هم المسلّمون لآل محمّد صلىاللهعليهوآله ، إذا سمعوا الحديث أدّوه كما سمعوه لا يزيدون ولا ينقصون .
٢ ـ منية المريد : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة .
٣ ـ ما : حمُّويه (١) ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ، عن محمّد بن كثير ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن سمرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من روى عنّي حديثاً وهو يرى أنّه كذب فهو أحد الكاذبين .
بيان : يدلُّ على عدم جواز رواية الخبر الّذي علم أنّه كذب وإن أسنده إلى راويه .
٤ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن محمّد بن عليّ رفعه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إيّاكم والكذب المفترع . قيل له : وما الكذب المفترع ؟ قال أن يحدّثك الرجل بالحديث فترويه عن غير الّذي حدّثك به .
بيان : لِمَ وصف هذا النوع من الكذب بالمفترع ؟ قيل : لأنّه حاجز بين الرجل وبين قبول روايته ـ من فرع فلان بين الشيئين ـ إذا حجز بينهما . وقيل ، لأنّه يريد أن
________________________
(١) بفتح الحاء وتشديد الميم المضمومة . قال في القاموس : حمّويه كشنّويه .