قال ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأمّا المحكم فنؤمن به و نعمل به وندين به ، وأمّا المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله في كتابه فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ . (١)
٣٠ ـ كتاب مثنّى بن الوليد ، عن منصور بن حازم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن مسألة فقلت : أسألك عنها ثمّ يسألك غيري فتجيبه بغير الجواب الّذي أجبتني به ، فقال : إنّ الرجل يسألني عن المسألة يزيد فيها الحرف فاُعطيه على قدر ما زاد ، وينقص الحرف فاُعطيه على قدر ما ينقص .
٣١ ـ ف : كان لأبي يوسف (٢) كلام مع موسى بن جعفر عليهماالسلام في مجلس الرشيد فقال الرشيد ـ بعد كلام طويل ـ لموسى بن جعفر عليهماالسلام : بحقّ آبائك لمّا اختصرت كلمات جامعة لما تجاريناه ، فقال : نعم وأتى بدواة وقرطاس فكتب : بسم الله الرحمـن الرحيم جميع اُمور الأديان أربعة : أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الاُمّة على الضرورة الّتي يضطرّون إليها الأخبار المجمع عليها ، وهي الغاية المعروض عليها كلُّ شبهة والمستنبط منها كلُّ حادثة ، وأمر يحتمل الشكّ والإنكار فسبيله استنصاح أهله لمنتحليه بحجّة من كتاب الله مجمع على تأويلها ، وسنّة مجمع عليها لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ولا يسع خاصّة الاُمّة وعامَّتها الشكّ فيه والإنكار له ، وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه ، وأرش الخدش فما فوقه ، فهذا المعروض الّذي يعرض عليه أمر الدين ، فما ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عليك صوابه نفيته ، فمن أورد واحدةً من هذه
________________________
(١) أقول : لا شك أن الائمة صلوات الله عليهم عالمون بمتشابهات القرآن ووجوه تأويلها ، وعاملون بمقتضاها فالكلام جرى مجرى التعليم لجابر .
(٢) هو يعقوب بن ابراهيم بن حبيب أحد علماء العامة وقاضى القضاة في زمان الرشيد ، عنونه ابن خلكان في وفيات الاعيان ، والخطيب في تاريخ بغداد ، واليافعي في تاريخه ، وبالغوا في مدحه ، جالس محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثم جالس أبا حنيفة واستفاد منهما ، وكان الغالب عليه مذهب أبي حنيفة وخالفه في مواضع كثيرة ولم يكن في أصحاب أبي حنيفة مثله وكان تتولى القضاء من قبل الرشيد والرشيد يكرمه ويجلّه ولد سنة ١١٣ ومات ١٨٢ وقيل ١٩٢ .