أهل البصرة يقال له : عثمان الأعمى : إنّ الحسن البصريّ (١) يزعم أنّ الّذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم من يدخل النار . فقال أبو جعفر عليهالسلام : فهلك إذاً مؤمن آل فرعون والله مدحه بذلك ، وما زال العلم مكتوماً منذ بعث الله عزّ وجلّ رسوله نوحاً ، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً فوالله ما يوجد العلم إلّا ههنا ، وكان عليهالسلام يقول : محنة الناس علينا عظيمةٌ ، إن دعونا هم لم يجيبونا ، وإن تركنا هم لم يهتدوا بغيرنا (٢) .
٤ ـ لى : ابن شاذويه المؤدّب ، عن محمّد الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن الهزهاز ، قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام : يا مدرك رحم الله عبداً اجترّ مودّة الناس إلينا فحدّثهم بما يعرفون ، وترك ما ينكرون (٣) .
ل : أبي ، عن سعد ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، مثله .
٥ ـ كش : آدم بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد الدقّاق ، عن محمّد بن موسى السمّان ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر ، قال : كنّا عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام وعنده
________________________
(١) هو الحسن بن يسار أبو سعيد بن أبي الحسن البصري الانصاري ، نقل عن ابن حجر أنه قال في التقريب في حقه : ثقة فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس ، وكان يروى عن جماعة لم يسمع منهم ويقول : حدثنا إنتهى . وقال تلميذه ابن أبي العوجاء الدهري في حقه ـ لما قيل له : لم تركت مذهب صاحبك ؟ ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة ـ ما لفظه : إن صاحبي كان مخلطا ، كان يقول طوراً بالقدر وطوراً بالجبر ، وما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه . وقال ابن أبي الحديد : وممن قيل أنه كان يبغض عليا عليه السلام ويذمه : الحسن البصري ، روى عنه حماد بن سلمة أنه قال : لو كان علي يأكل الحشف في المدينة لكان خيرا له مما دخل فيه ، وروى عنه أنه كان من المخذلين عن نصرته . أقول : روى الكشي في ص ٦٤ من رجاله عن علي بن محمد بن قتيبة قال : سئل أبو محمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال : الربيع بن خيثم ، وهرم بن حنان ، واويس القرني ، وعامر بن عبد قيس ، فكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه ، كانوا زهادا أتقياء ، وأما أبومسلم فانه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية ، وهو الذي يحث الناس على قتال علي عليه السلام « إلى أن قال » : والحسن كان يلقى أهل كل فرقة بما يهون ، ويتصنع للرئاسة وكان رئيس القدرية . انتهى . ووردت أخبار متعددة في ذمه وتأتي ان شاء الله في محله ، مات في رجب ١١٠ وله ٨٩ سنة . وياتي الحديث بسند آخر تحت الرقم ٢٧ .
(٢) يأتي الحديث في الرقم ١٣ من الباب الاتي عن البصائر .
(٣) يأتي الحديث بتمامه عن أمالي المفيد تحت الرقم ١٥ .