وإذا عرفت أن أهل النسب والتراجم لم يذكروا في أولاد أمير المؤمنين سكينة تعرف بطلان تلك النسبة .
وقد عاصرت من المعصومين أباها الشهيد وأخاها الإمام زين العابدين والإمام الباقر وأدركت أيام الصادق (ع) .
وكانت أيام أبيها بالغة مبلغ النساء كما يشهد به قول الحسين للحسن المثنى يوم جاء يخطب منه ، فقال : اختر إحدى ابنتي هاتين فاطمة وسكينة وكانت فاطمة أكبر منها .
ثم قال له الحسين (ع) : اخترت لك فاطمة فهي أكثرها شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (ص) أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وفي الجمال تشبه الحور العين .
وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله لا تصلح لرجل ولو لم تكن بالسن القابل لمقارنة الأزواج لاعتذر به الإمام عليه السلام وقد عرفت ما تشير إليه كلمته الغالية في حق ابنته الكريمة .
كما عرفت كلمات المؤرخين الناصة على تزويج سكينة من ابن عمها عبد الله الأكبر بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين المقتول يوم الطف مبارزة وهو أخو القاسم لأبيه وأمه رملة ، فكان أبا عذرتها كما في المحبر لابن حبيب ص ٤٣٨ .
ولا يفوت القارئ ما اتفق عليه المؤرخون وأهل النسب والتراجم من أنه لم يكن للحسين من البنات غير فاطمة وسكينة وهما المتزوجتان بابني عمهما الحسن السبط (ع) وأما غيرهما المذكور فعلى ذمة التأريخ .
ومن هنا ينكشف عدم
صحة القول بتزويج القاسم من سكينة