لعدم الشاهد له ، ولأن القاسم يومئذ لم يدرك الحلم كما نص عليه أهل المقاتل .
كما لا يفوتنا ما اختصها به أبوها الشهيد بمزيد العناية وعطف عليها عطفاً ينم عن منزلتها الكبرى عنده ، وأنه على شرف النسبة قد تحلت بنفسية فاضلة وازدانت بخيم كريم وفضيلة رابية ، ومن ذلك قوله (ع) مسلياً لها لما رآها منحازة عن النساء تبكي ساعة الوداع يوم الطف ووصفها بخيرة النساء فقال :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي |
|
منك البكاء إذا الحمام دهاني |
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة |
|
ما دام مني الروح في جثماني |
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي |
|
تأتينه يا خيرة النسوان |
والجمع يقتضي عموم التفضيل على من سواها إلا من أخرجها الدليل كالصديقة والعقيلة وأضرابهما .
ثم إنه (ع) حملها الوصية إلى شيعته بالبكاء عليه ، وذكر عطشه عند شربهم الماء .
قالت : لما مر القوم بالنسوة على القتلى رميت بنفسي على جسد أبي اعتنقته فسمعت صوتاً يخرج من منحره المقدس (١) :
شيعتي ما إن شربتم |
|
عذب ماء فاذكروني |
أو سمعتم بغريب |
|
أو شهيد فاندبوني |
قد يستغرب القارئ هذا الكلام من جسد فارقته الحياة كما
____________________
(١) المصباح ص ٣٧٦ طبع الهند للشيخ إبراهيم الكفعمي من علماء القرن التاسع .