ويقول ابن الأثير كان مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت ابن عبد الله ابن الزبير بن العوام منحرفاً عن علي (ع) أنه قال (١) .
ويقول ابن النديم : كان مصعب الزبيري وأبوه عبد الله من شرار الناس متحاملين على ولد علي (ع) وخبر عبد الله مع يحيى بن عبد الله المحض معروف (٢) وكان من حديثه معه أنه جاء إلى الرشيد وأخبره بأن يحيى أراده على البيعة وقد سعى لنقض سلطانه ، فجمع الرشيد بينهما فأنكر يحيى ذلك وقال : إن هذا الزبيري ما زال يريد الوثوب على الملك ، وقد خرج مع محمد ذي النفس الزكية وهو القائل من أبيات :
قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا |
|
إن الخلافة فيكم يا بني حسن |
ولم تكن سعايته إلا بغضاً لنا لا الحب لك ، ولو وجد أنصاراً لخرج علينا جميعاً وإني مستحلفه فإن حلف فدمي لأمير المؤمنين هدر ، فلما أراد أن يستحلفه تلكأ الزبيري فوكزه ( الفضل ) وقال : لماذا تمتنع إن كنت صادقاً ثم التفت إليه يحيى وقال قل : ( تقلدت الحول والقوة دون حول الله وقوته إلى حولي وقوتي إن لم أكن صادقاً ) .
فلما حلف به كبر يحيى وذكر حديثاً عن آبائه أنه ما حلف أحد بهذا إلا عجل الله له العقوبة قبل ثلاث ، وقبل أن ينتهي اليوم الثالث أصابه الجذام ثم اسودّ حتى صار كالفحم الأسود وهلك بأقبح حال ، ولما أدلوه في حفرته انخسف به القبر وظهرت رائحة منتنة ، ولم يستطيعوا أن يسدوا الحفرة بأحمال الشوك حتى سقفت بالساج ووضع عليها التراب (٣) .
____________________
(١) كامل ابن الأثير ج ٧ ص ١٩ حوادث سنة ٢٣٦ .
(٢) الفهرست ص ١٦٠ .
(٣) مروج الذهب ج ٢ ـ ص ٢٦٦ ، في أخبار الرشيد .