مع أن الرجل ( أشعب ) من أهل المجون الذين ما تركوا الخلاعة والتهتك فأحاديثه كلها من هذا القبيل ، إذاً فأي عبرة برواياته لا سيما إذا كان من ينبزه علوياً .
فهؤلاء إلى أضرابهم مثل مقاتل الذي يقول للمنصور : أتحب أن أضع لك في فضل العباس بن عبد المطلب (١) وعوانة بن الحكم يضع أخباراً في فضل بني أمية وعيسى بن داب يضع في فضل العباسيين (٢) ولا تسأل عن سمرة بن جندب الفزاري الذي استماله معاوية بالمال وكان عامل ابن زياد على البصرة (٣) ، وتولى شرطة عبيد الله بن زياد في الكوفة وكان ممن يحرض الناس على الخروج لحرب الحسين (ع) (٤) .
وهو صاحب النخلة في بستان الأنصاري فكان يدخل إليها على حين غرة من الأنصاري وأهله فيراهم على حال لا يرضونه ، وكلما راجعه الأنصاري في الاستئذان عند الدخول لتتستر المرأة لم يقبل فشكاه إلى رسول الله (ص) فكلمه في الاسئذان فلم يقبل ، فساومه عن نخلته بالكثير فأبى أن يبيع ، فقال (ص) : « دعها ولك عذق في الجنة يمد لك ، فأبى أن يقبل فعندها قال رسول الله للأنصاري : « اذهب واقلعها وارم بها إليه فإنه لا ضرر ولا ضرار » (٥) ،
____________________
(١) تاريخ بغداد ج ١٣ ، ص ١٦٧ .
(٢) معجم الأدباء ، ج ١٦ ، ص ١٣٧ ، و ١٦٢ .
(٣) الطبري ج ٤ ، ص ١٣٢ .
(٤) شرح النهج الحديدي ج ١ ص ٣٦٣ .
(٥) فروع الكافي للكليني ج ١ ص ٤١٠ ، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ص ٢٥٢ باب الشفعة ، والفائق للزمخشري ج ٢ ص ٨٠ مادة عضد طبع حيدرآباد ، والمحلي لابن حزم ج ٩ ص ٢٩ مسألة ١٥٤٠ ، ومصابيح السنة للبغوي ج ٢ ص ١٨ إحياء الموات .